الدليل الكامل للزوجة المسلمة المطيعة لربها وزوجها
صفحة 1 من اصل 1
الدليل الكامل للزوجة المسلمة المطيعة لربها وزوجها
الدليل الكامل للزوجة المسلمة المطيعة لربها وزوجها
1ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية
يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها وبأحب الأسماء إليه ، وقد جاء في
الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ، وتوسع له في
المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } . وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه
وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني
غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل
يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة
الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة
الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن
تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر
المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر
الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول
: قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء
فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ،
فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن
قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا
، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه وسلم : { بارك
الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد
كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة
زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا
أطيب ريح ) . وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : (
وعليك بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) . وقالت إحداها
لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها . وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور
حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال
النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها
عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه ،
وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى
بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً }
وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه وتستحد المعينة} .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها
أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه
الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ،
وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله
عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة الأسنان
والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة ناصعة ، فكم
تعطي جمالاً للوجه
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام
والشراب وغيرها له أكبر الأثر في التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر
في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه
وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً
: إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ،
أنت زوجي الغالي .... الخ . ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة
بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن
الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ، فلا بأس من ذلك
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى
النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق
أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن
يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ،
ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من
انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو
الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت منامه
وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه (
العشرة مع الرجل ) : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد
الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار
المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه
الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزواج ) .... ( كما تظن زوجة
حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها
بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات ، فعليها أن
تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة
للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي
قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال
يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي نتغافر ، فليغفر
بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت
مقداراً من المال ، وربما يصدر منها بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها
تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا
يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ
المرأة على زوجها بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث
شرخاً في العلاقة الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها
ووقتها كله ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه
بذلك ، وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها :
{ وواستني بمالها إذ حرمني الناس }
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول :
لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد
بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم
الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا
فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في
الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة . ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة
أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل
المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ،
واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة
في النفس وفي الرضا والقناعة .
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما عال
من اقتصد ) . ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا
يحب المسرفين ، والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال
تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ
وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :
{ أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً في يوم القيامة } .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ، ويبتكرون في وسائل الطهي
وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم القاعدة لجهادٍ
أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون
بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون
باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من
الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته ، قال عليه الصلاة
والسلام : { السَّمت الحسن ، والتؤدة ، والإقتصاد جزء من أربع وعشرين جزءاً
من النبوة }
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه
وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } . إكرام الضيف
والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم المرء للضيف أحسن
ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم
بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فم لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم ،
وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي الضيف
طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة
الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل
البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم ؟
12 ـ لا تكثري جداله :
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج
في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ،
والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته
تؤدي إلى النُّفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
} . ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون
عناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ
أو جدال . قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر
، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا في ماله بما يكره } .
13 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من
بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق
، فسوف يخاف ولن يفعل !!. إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف
مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد
ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج
بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!! لذلك
كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في الحديث الصحيح
: { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة
الجنة }
ـ14- احفظي سره تأمني شره :
قال عليه الصلاة والسلام : { إن من
شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ،
ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
سر الزوج أمانة عند زوجته ، وإفشاء
السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله عظيم ، قال تعالى : { يا أيها الذين
آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ، ولكل زوج طريقته في التعامل والعيش مع زوجته
وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك الأسرار ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى
البيت من قِبل الناس ، فهذا أمن وأمان للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من
اطلعت الزوجة عليهم من جيرانها وعرفت شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم
زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث
مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ،
وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة
الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها
فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام الله عزوجل ،
وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ، وحسن معاملة الزوجة لأم
زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ، كيف لا ؟ وبر الوالدين
من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة الفاضلة في كل يوم لا تفتأ
تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل
ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت
هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن
التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ، وليس في أمور الدنيا ، قال الله
تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً ،
وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر أن ينظر إلى من هو
أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي
الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل
بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : { ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله الشاغل ما
يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه
17 ـ شكر الزوج يزيد المودة والحب
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ،
مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ،
وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن الشكر
يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن لا يشكر
الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن شكر
الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن بابٍ أولى
أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ، ففضله عليها كبير ، وحقه
عليها عظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : { حق الزوج على زوجنه أن لو كانت به
قرحة فلحستها ما أدت حقه } .
كذلك على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
إذا كانت السياسة هي ( فن الممكن لا
فن المستحيل ) فلتكن هذه سياسة الزوجة في بيتها ، ولتحاول الزوجة أن تتعامل
مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ، الظروف المادية والنفسية ، واعلمي أن
الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام تتقلب تقلب المِرجل إذا
استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل الأمهات القدامى
كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه عشرة من نساء
اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الراحة ، فخارت عزائمهم من بعد ما خارت
قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة
وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن يمدهما بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله
عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل بها في البيت ، فما كان من النبي صلى الله
عليه وسلم إلا أن أمرها بالذكر ، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الصبر ضياء :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه
سنة الحياة ، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { الصبر ضياء } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال صلى
الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً خيراً
وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ، وقد
جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن الداء ،
فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني آدم كما يذهب
الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً وتشتكي
بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ،
أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن
تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمة الحياة الزوجية حين تعين الزوجة
زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية
الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل
فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة
الصالحة والتي أسأل الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع
وتطبيقه في واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور
الكتاب والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا
1ـ أن تناديه بأحب الأسماء إليه :
كل إنسانٍ يحب اسمه أو اسماً أو كنية
يشتهر بها ، ويحب كذلك أن ينادى بها وبأحب الأسماء إليه ، وقد جاء في
الحديث : { ثلاث يصفين لك ود أخيك : تسلم عليه إذا لقيته ، وتوسع له في
المجلس ، وتدعوه بأحب الأسماء إليه } . وهذا سيد الخلق محمد صلى الله عليه
وسلم يقول لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : { إني أعرف عندما تكوني
غاضبة مني تقولي ورب إبراهيم ، وعندما تكوني راضية عني تقولي ورب محمد } .
2ـ أحسني اللقاء عند دخوله المنزل :
اللحظات الأولى لدخول الزوج المنزل
يكون لها أبلغ الأثر في سلوكه بقية الوقت ، وحين تلقى المرأة زوجها متهللة
الوجه مرحبة ، تهون عليه التعب والكدح خارج البيت ، وتأملي أيتها الزوجة
الكريمة حال امرأة من اهل الجنة كيف أحسنت لقاء زوجها عند رجوعه ولم تشأ أن
تعكر عليه صفو فرحه بعودته إلى داره ، ألا وهي أم سليم بنت ملحان رضي الله عنها .
فقد مرض ابنها أبو عمير ، وحضر زوجها أبو طلحة سفراً مفاجئاً اضطر أن يغادر
المدينة ، فتطمئن زوجها أن ابنها بخير حتى لا يتعطل عن سفره ، ويسافر
الزوج ويشتد المرض على الوليد فيُسلم روحه لباريها ، ويحكي ابنها أنس فيقول
: قالت لأهلها : لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه ، فجاء
فقربت إليه العشاء فأكل وشرب ، ثم تصنعت إليه أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك ،
فوقع بها ، فما رأت أنه قد شبع وأصاب منها ، قالت : يا أبا طلحة ، لو أن
قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ، ألهم أن يمنعوهم ؟ قال : لا
، قالت : فاحتسب ابنك ، قال : غضب أبو طلحة ، وانطلق حتى أتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فأخبره بما كان ، فقال : صلى الله عليه وسلم : { بارك
الله لكما في غابر ليلتكما } قال أنس : فحملت وأنجبت بعد ذلك عشرة أولاد
كلهم يقرأون القرآن .
3 ـ أن يراكِ في أحسن صورة :
أوصت أم إياس بنت عوف ابنتها ليلة
زفافها وكان مما قالت : ( فلا تقع عينه منك على قبيح ، ولا يشم منك إلا
أطيب ريح ) . وأوصى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ابنته فقال مما قال : (
وعليك بالكحل ، فإنه أزين الزينة ، وأطيب الطيب الماء ) . وقالت إحداها
لابنتها : ( عطري جلدكِ وأطيعي زوجك واجعلي الماء آخر طيبِكِ ) .
والرجل حين يرى زوجته في هيئة تعجبه يزداد حبه لها وقربه منها . وكيف تبدوا الزوجة في أحسن صورة ؟
أ ـ الابتسامة : كم يشرق الوجه حين تعلوه البسمة ، وكم يشعر المرء بالسرور
حين تقابله زوجته بابتسامة رقيقة تزيل عنه همَّ الطريق وعناء المسير ، قال
النبي صلى الله عليه وسلم : { وتبسمك في وجه أخيك صدقة } .
ب ـ العطر : حين يدخل الرجل بيته فيرى زوجته في أحسن هيئة مبتسمة يسبقها
عطر جميل ورائحة زكية ، حينذاك ترتاح نفسه ويهدأ باله ويحمد الله على نعمه ،
وقد كان عليه الصلاة والسلام يحب الطيب ، ويضع أحسن الروائح ، وقد أوصى
بالعطر ، فالرائحة الزكية لها أثر السحر على النفس الإنسانية .
ج ـ إكرام الشعر : وإكرامه تصفيفه ، وتسريح الرأس سنة حسنة ، ومأمور بها الرجال قبل النساء فكيف بالزوجة ؟ .
قال صلى الله عليه وسلم : { إذا أطال أحدكم الغيبة فلا يطرقن أهله ليلاً }
وفي رواية : { نهى أن يطرق الرجل أهله ليلاً كي تمشط الشعثه وتستحد المعينة} .
د ـ نظافة الثوب : ألا تقابل زوجها بثياب المطبخ أو بثياب كانت تلبسها
أثناء تنظيف البيت ، فلذلك أبلغ الأثر عند الزوج ، ولبس اللون الذي يحبه
الزوج من الثياب يحبب فيك زوجك ويقربك من قلبه .
هـ ـ نظافة الأسنان : الفم مكان تنمو فيه البكتريا بسرعة ، إن لم تتم
العناية به وتنظيفه من بقايا الطعام ، وقد اوصى الإسلام باستعمال السواك ،
وكان يستعمله صلى الله عليه وسلم ويوصي بها أصحابه وزوجاته رضوان الله
عليهم جميعاً .
حاولي أيتها الزوجة أن تحافظي على السواك ، ولا بأس باستعمال فرشاة الأسنان
والمعجون ، حتى يطهر الفم وتزكوا رائحته وتصبح الأسنان لامعة ناصعة ، فكم
تعطي جمالاً للوجه
4 ـ أحبي ما يحبه :
إن حبك لما يحب زوجك من أنواع الطعام
والشراب وغيرها له أكبر الأثر في التقارب الوجداني بينكما وله أكبر الأثر
في زيادة حب زوجك لكِ .
5 ـ لابد من المجاملة :
تعلمي كيف تتوددي إليه وتجامليه
وتمدحينه ، فالرجال يحبون المديح والثناء كما يحبه النساء ، فقولي له مثلاً
: إنني فخورة بك ، أنت عندي أغلى إنسان في الدنيا ، وأحب إنسان إلى قلبي ،
أنت زوجي الغالي .... الخ . ولا أقصد من قولي أن تجامليه أنك غير مقتنعة
بتلك الكلمات التي ذكرتها ، وإنما يجب أن يكون لك زوجك كما تقولين ، ولكن
الكلام نفسه يأخذ شيئاً من المبالغة ، فلا بأس من ذلك
6 ـ احذري وقت النوم ووقت الجوع :
عندما يريد الإنسان أن يخلد إلى
النوم يكون قد بلغ منه التعب مبلغه ، وتقل قدرته على التركيز ، وتضيق
أخلاقه ، فإياك أن تختلقي مواضيع للمناقشة في هذا الوقت ـ وتلحين عليه أن
يسمع لك ويدلي يرأيه ، كذلك وقت الجوع ، فيكون كل همه أن يأكل ويسد جوعته ،
ويذكر علماء النفس أن الإنسان حال جوعه يفسر ما يراه على أنه يشبه كذا من
انواع الطعام ، وكذلك ما يشمه من روائح ، فالجائع تنطلق مشاعره كلها نحو
الطعام ، وصدقت أم امامة بنت الحارث حين قالت : ( فالتفقد لوقت منامه
وطعامه ، فإن تواتر الجوع ملهبة ، وتنغيص النوم مغضبة ) .
7 ـ لا تعكِّري أوقات الصفا :
يقول الأستاذ / محمد حسين في كتابه (
العشرة مع الرجل ) : ( والعتاب في أوقات الصفاء من الجفاء ، فقد تعمد
الزوجة إلى عتاب زوجها عند قدومه من خارج البيت لتأخره أو لعدم احضار
المطلوب ... الخ ، وهذا من تعكير الصفو ، وسوء الفهم ، لقد أوصدت هذه
الزوجة بسلوكها أبواب القبول والرضا عند الزواج ) .... ( كما تظن زوجة
حريصة أن اوقات الصفاء مع الزوج هي المناسبة لمعاتبته على أمورٍ أخَّرتها
بحرص حتى ذلك الوقت المناسب ، وهذا خطأٌ شائع تقع فيه الزوجات ، فعليها أن
تعلم أن أوقات الصفاء مع قلتها فرصة للهناء والسرور والبهجة ، وليست فرصة
للكدر وتعكير الصفو وتغيير النفس ) .
أيتها الزوجة المخلصة : إن كثرة العتاب تورث البغض ، ويجب عليك ان تتنازلي
قليلاً وتقبلي لزوجك بعض العثرات ، وتذكري حين قال أحد السلف لأخيه : تعال
يا أخي نتعاتب ، فرد عليه قائلاً : بل قل يا تعال أخي نتغافر ، فليغفر
بعضنا لبعض ولنتسامح ، ولنعش لحظات الحب بكل الحب والسعادة .
8 ـ إياكِ أن تَمُنِّي عليه :
قد تكون الزوجة عاملة ، وتدخل البيت
مقداراً من المال ، وربما يصدر منها بقصد أو بغير قصد ما يدل على أنها
تمُنُّ عليه بهذا ، وهذا فيه من الإساءة للرجل ما فيه ، وقد يكون معسراً لا
يكفي وحده حاجاتها ، بخاصة إذا كانت ترهق نفسها وبيتها بالكماليات ، ومنُّ
المرأة على زوجها بمساعدتها في المنزل يسيء للزوج ويؤذي مشاعره ، ويحدث
شرخاً في العلاقة الزوجية لا يلتئم ، وجرحاً لا يندمل ، ولتعلم الزوجة أنها
ووقتها كله ملكاً لزوجها ، وله في ذلك المال حق ، ولا يجوز أن تمُن عليه
بذلك ، وقد كانت السيدة خديجة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم
كانت تضع مالها كله تحت يده عليه الصلاة والسلام ، فكان مما قاله في حقها :
{ وواستني بمالها إذ حرمني الناس }
9 ـ لا تذكري دائماً حالك في بيت أبيك قبل الزواج ممتنة على زوجك :
بعض الزوجات تعمد دائماً أن تقول :
لقد كنت ألبس في بيت أبي كذا ، وآكل كذا ، وكنا نفعل كذا ، ... وهي تقصد
بذلك أنها بعد زواجها منه تغير حالها إلى الأسوأ ، وهذا فيه نوع من عدم
الرضا بالواقع الذي تعيشه ، وهذا أخطر شيء على استقرار الحياة الزوجية .
أقول لها : أين أنت أيتها الأخت الفاضلة من نساء السلف الصالح حين كانت
توصي الواحدة منهن زوجها عند خروجه من بيته طالباً رزق ربه ، فتقول له : يا
فلان ، اتق الله فينا ولا تطعمنا إلا حلالاً ، فإنا نصبر على الجوع في
الدنيا ولا نصبر على النار يوم القيامة . ولتعلمي أيتها الزوجة المسلمة
أنكِ بعدم رضاك عن عيشتك وكلامك ذاك ، قد تدفعين زوجك لأن يسلك غير سبيل
المؤمنين فيقبل الحرام فيخسر الدنيا والآخرة ، وذلك هو الخسران المبين ،
واعلمي أن الأيام دولٌ بين الناس ، من سرَّه يومٌ ساءته أيام ، وأن السعادة
في النفس وفي الرضا والقناعة .
10 ـ عليكِ بالقصد ولا تسرفي :
قال صلى الله عليه وسلم : ( ما عال
من اقتصد ) . ومعناه ما افتقر من اقتصد في عيشه وحياته ، ولم يسرف فالله لا
يحب المسرفين ، والإسلام لا يحض على الفقر وترك زينة الحياة الدنيا ، قال
تعالى : { قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق } .
ولكنه في الوقت ذاته لا يريد منهم أناساً متخمين ممتلئة بطونهم بكل ما لذ
وطاب ويركنون إلى الدنيا ولذَّاتها ، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم :
{ أكثر الناس شبعاً أطولهم جوعاً في يوم القيامة } .
إن الرجال الذين يتمتعون في التشبع والإمتلاء ، ويبتكرون في وسائل الطهي
وفنون التلذذ ، لا يصلحون لأعمالٍ جليلة ، ولا ترشحهم هممهم القاعدة لجهادٍ
أو تضحية .
وقد ابتلينا بأناسٍ كل همهم الطعام والشراب واللباس والزينة ، فهم يفتخرون
بأنهم يأكلون ألواناً من الطعام لا يعرفها كثيرون غيرهم ، ويتكلمون
باستعلاءٍ على الخلق ، وبعض النساء يكلفن أزواجهن بشراء العديد من
الكماليات ، ويرهقن البيت المسلم بتحميله فوق طاقته ، قال عليه الصلاة
والسلام : { السَّمت الحسن ، والتؤدة ، والإقتصاد جزء من أربع وعشرين جزءاً
من النبوة }
11 ـ أكرمي ضيفه فهو إكرام له :
قال صلى الله عليه
وسلم : { من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه } . إكرام الضيف
والسرور بلقاءه والترحيب به كل ذلك من الإيمان ، وأن يقدم المرء للضيف أحسن
ما عنده من غير تكلفٍ ولا إسراف ، قال تعالى : { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم
بالبشرى قالوا سلاماً قال سلام ٌ فم لبث أن جاء بعجلٍ حنيذ } .
وانظري أيتها الأخت الفاضلة إلى قوله تعالى : { فما لبث } فهو الأسرع بإكرام الضيف وعدم التباطؤ حتى لا يقلق ذلك الضيف .
حقاً ما أجمل وأروع ذاك الكرم ، أين نسوة الدنيا يأتين فيشهدن أم سليم ،
وهي تطفيء السراج ، وتبيت طاوية وتعلل الصبيان ليناموا ، ثم تعطي الضيف
طعامها وطعام زوجها وأبناءها إكراماً لهذا الضيف ، بينما تقيم المرأة
الدنيا وتقعدها على زوجها إن أحضر الضيف دون سابق إخبارٍ أو إنذار وتُحيل
البيت جحيماً .
أفلا ترضين برضى زوجك ثم برضى ربك ، وذلك بإكرامك لضيوف زوجك وإحسانك إليهم ؟
12 ـ لا تكثري جداله :
هناك نوع من الزوجات لا تطيع الزوج
في أمر إلا بعد أن يتنفس الصعداء من جراء جدالها معه ومناقشتها إياه ،
والحياة بهذه الطريقة لا تستقيم ، فالجدال يعمل على اختلاف القلوب ، وكثرته
تؤدي إلى النُّفرة ، قال صلى الله عليه وسلم : { لا تختلفوا فتختلف قلوبكم
} . ومع كثرة الاختلاف تختلف القلوب ولا يعرف الحب طريقه إليه ، ولا يكون
عناك معنى للطاعة إذا كانت الزوجة لا تطيع زوجها في أي أمر إلا بعد نقاشٍ
أو جدال . قيل : يا رسول الله ، أي النساء خير ؟ قال : { التي تسره إذا نظر
، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ، ولا في ماله بما يكره } .
13 ـ احذري أن تسأليه الطلاق لخلاف شجر بينكما :
الرجال فيهم صفة العناد ربما أكثر من
بعض النساء ، وقد تظن الزوجة في لحظة غضب وطيش أنها حين تسأل زوجها الطلاق
، فسوف يخاف ولن يفعل !!. إنها بذلك تتحداه لأنها تعلم أنه سوف يفكر ألف
مرة قبل أن يفعل هذا الأمر ، لكن الذي لا تعلمه أنه ربما يأخذه العناد
ويطلقها بالفعل ، ويكون هذا القاصمة للعلاقة الزوجية ، وقد يراجعها الزوج
بعد هدوء الأعصاب ، لكن هل ستصبح العلاقة بينهما كما كانت من قبل ؟!! لذلك
كان تحذير النبي صلى الله عليه وسلم من عاقبة ذلك الأمر ، في الحديث الصحيح
: { أيما امرأة طلبت من زوجها الطلاق من غير بأس ، فحرام عليها رائحة
الجنة }
ـ14- احفظي سره تأمني شره :
قال عليه الصلاة والسلام : { إن من
شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة ، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ،
ثم ينشر أحدهما سر صاحبه } .
سر الزوج أمانة عند زوجته ، وإفشاء
السر فيه ضياع للأمانة ، وهو عند الله عظيم ، قال تعالى : { يا أيها الذين
آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون } .
ولكل أسرة أسلوبها في الحياة ، ولكل زوج طريقته في التعامل والعيش مع زوجته
وأولاده ، فينبغي أن تصان تلك الأسرار ولا يطلع عليها أحد حتى لايؤذَى
البيت من قِبل الناس ، فهذا أمن وأمان للأسرة ، وكذلك ينبغي حفظ أسرار من
اطلعت الزوجة عليهم من جيرانها وعرفت شيئاً عنهم .
15 ـ أعيني زوجك على بر والديه :
يحدث كثيراً أن تغضب الزوجة لكلام أم
زوجها ، وربما يحدث هذا لشدة حساسيتها تجاهها ، وربما تطور الأمر إلى حدوث
مشكلات بينهما ، ويقع الزوج في موقف لا يحسد عليه ، فهذه أمه وهذه زوجته ،
وقد تكون أوجه الخلاف سطحية وتافهة ولا تستدعي ما يحدث .
وقد تكون طلبات أم الزوج في كبر سنها كثيرة ولديها حساسية شديدة من معاملة
الزوجة ( زوجة الابن ) فعلى الزوجة أن تحلم معها وتعتبرها مثل والدتها
فتحترمها وتقدرها وتصبر عليها ، ولتعلم أن كل ذلك مدخر أمام الله عزوجل ،
وأنها بذلك تحسن الطاعة لزوجها بإحسانها لأمه ، وحسن معاملة الزوجة لأم
زوجها سوف يعود علها بالحب من قبلها ومن قبل الزوج ، كيف لا ؟ وبر الوالدين
من أجلِّ القربات عند الله عزوجل ، وهذه الزوجة الفاضلة في كل يوم لا تفتأ
تعينه على هذا البر فيصبح بذلك الحب لها أعظم والقرب منها أكثر .
16 ـ لا تنظري إلى غيرك في أمور الدنيا :
بعض النساء همها الأكبر أن تقتني كل
ماهو جديد ، وتنظر لغيرها في تلك الأمور المادية ، فهذه صديقتي قد اشترت
هذا الشيء وأنا أريد أن أشتريه ، فليست هي أفضل مني في شيء ، ولست أقل منها .
اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أن
التسابق يجب أن يكون في أمور الآخرة ، وليس في أمور الدنيا ، قال الله
تعالى : { وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت
للمتقين } .
بينما في امور الدنيا يسير المرء على قدر حاجته ، ولا ينظر إلى من سبقه
فيها ، قال صلى الله عليه وسلم : { انظروا إلى من هو أسفل منكم ، ولا
تنظروا إلى من هو فوقكم ، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم } .
ولا يقصد من ذلك أن لا يسعى المرء إلى وضع أفضل مما هو فيه إن كان معسراً ،
وإنما لا يكن همه الدنيا والنظر إلى غيره ، والأجدر أن ينظر إلى من هو
أصلح منه ، فيبتغي الصلاح والمسارعة لإرضاء الله عزوجل حتى يفوز بنعيمي
الدنيا والآخرة ،وأن يطلب العبد الدنيا للآخرة ، فإذا رزقه الله تصدق وعمل
بحق الله فيه ، قال صلى الله عليه وسلم : { ويل للنساء من الأحمرين : الذهب والفضة } .
والمعنى أن الواجب على المرء أن يكون الشاغل إصلاح نفسه وتربيتها على
الفضائل ثم يأتي إصلاح حاله الدنيوي في الطريق ، لا أن يكون شغله الشاغل ما
يأكل وما يلبس وما يسكن مهملاً حقيقته ونفسه وروحه
17 ـ شكر الزوج يزيد المودة والحب
كلمة الشكر والثناء محببة للنفس ،
مزيلة للهم ، مفرجة للكرب ، وكم يشعر الزوج بالسعادة لشكر زوجته إياه ،
وربما تقول الزوجة : وهل أشكر الزوج على واجبه نحوي ؟
فأقول لها : نعم ، وما المانع أن تشكري زوجك على واجبه نحوك !! أليس لو
قصَّر في واجبه يكون مُلاماً ؟! إذن فإن أدى واجبه فهو مشكور ، ثم إن الشكر
يزيد المودة والنعمة والحب ، وهو واجب في حق الزوجة لزوجها ، ومن لا يشكر
الناس لا يشكر الله كما جاء في الحديث الصحيح .
والشكر لا يكون باللسان فقط ، بل بالفعل والعمل ، والإخلاص للزوج ، ومن شكر
الزوج ألا تعيب زوجته شيئاً فيه ، في أخلاقه مثلاً أو صفاته ، وإذا كان
النبي صلى الله عليه وسلم قد أوصى الرجل بألا يقبح زوجته ، فمن بابٍ أولى
أن المرأة لا يجوز لها أن تعيب شيئا في زوجها ، ففضله عليها كبير ، وحقه
عليها عظيم ، قال صلى الله عليه وسلم : { حق الزوج على زوجنه أن لو كانت به
قرحة فلحستها ما أدت حقه } .
كذلك على الزوجة ألا تعيب شيئاً اشتراه زوجها فإن ذلك يحزنه ، بل يمكن أن تخبره بما تحب بتجمل في الأسلوب من غير أن تسبب له إحراجا .
18 ـ تعلمي فن التعامل مع الواقع :
إذا كانت السياسة هي ( فن الممكن لا
فن المستحيل ) فلتكن هذه سياسة الزوجة في بيتها ، ولتحاول الزوجة أن تتعامل
مع متغيرات المنزل ومع ظروف الزوج ، الظروف المادية والنفسية ، واعلمي أن
الحياة كفاح ، فالنعمة لا تدوم لأحد ، والأيام تتقلب تقلب المِرجل إذا
استجمع غليانه .
فإذا تقلبت بك الأيام فأبشري ولا تجزعي ، وكوني عوناً لزوجك على نوائب
الدهر ، ولا تكوني عوناً لها عليه ، ولا تطلبي من زوجك دائماً إمدادك
بوسائل الرفاهية أو الراحة ، وانظري إلى من سبقك من جيل الأمهات القدامى
كيف كنَّ في قوة ، وكانت الواحدة منهن تقوى على ما تقوى عليه عشرة من نساء
اليوم اللائي تعوَّدن الركون إلى الراحة ، فخارت عزائمهم من بعد ما خارت
قواهم ، واذكري أن النبي صلى الله عليه وسلم حين طلبت منه ابنته فاطمة
وزوجها علياً رضي الله عنهما ، أن يمدهما بخادم ، وكانت يد فاطمة رضي الله
عنها قد تورَّمت من قسوة الشغل بها في البيت ، فما كان من النبي صلى الله
عليه وسلم إلا أن أمرها بالذكر ، ولم يمدهما بخادم .
19 ـ اعلمي أن الصبر ضياء :
تتعرض الحياة الأسرية لنكبات ، وهذه
سنة الحياة ، قال تعالى : { ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من
الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين } .
وقال صلى الله عليه وسلم : { الصبر ضياء } .
ولتعلم الزوجة أن الصبر بالتصبر ، وأنها حين يراها الزوج صابرة صامدة ،
تقوى عزيمته ، ويقوى على مواجهة الحياة ، ويزداد حبه وإعزازه لها ، قال صلى
الله عليه وسلم : { من يتصبر يصبره الله ، وما أعطي أحد عطاءاً خيراً
وأوسع من الصبر } .
والمرأة لما جبلها الله عليه من عاطفة جياشة فهي أسرع للجزع من الرجل ، وقد
جاء أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على امرأة مريضة فوجدها تلعن الداء ،
فكره منها هذا وقال : { إنها ـ يعني الحُمة ـ تذهب خطايا بني آدم كما يذهب
الكير خبث الحديد } .
وبعض الزوجات يكثرن الشكوى عند كل مُلِمة ، وبعضهن يتمارضن كثيراً وتشتكي
بين لحظة وأخرى من أي شيء بسيط ، وهذه الشكوى أيتها الزوجة تقلق الزوج ،
أفلا تكوني صبورة ؟! ألا تستطيعين تحمل ما يُلِم بك بصبر جميل من غير أن
تكثري الشكوى للزوج ؟!
فما أجمل الصبر عند الزوجات .
20 ـ أعيني زوجك على طاعة الله :
نعمة الحياة الزوجية حين تعين الزوجة
زوجها على طاعة الله عزوجل ، وتذكره بالآخرة وبالجنة والنار وبالنية
الحسنة عند كل عمل ، وبالإخلاص لله ومراقبته في كل حال .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : { رحم الله رجلاً قام من الليل ، فصلى
وأيقظ أهله ، فإن أبت نضح في وجهها الماء ، رحم الله امرأة قامت من الليل
فصلت وأيقظت زوجها ، فإن أبى نضحت في وجهه الماء } .
تلك كلمات نابعة من القلب لتلك الزوجة
الصالحة والتي أسأل الله أن يزيدها نفعاً وبركة بعد قراءتها لهذا الموضوع
وتطبيقه في واقعها وحياتها الزوجية ، فليس أجمل من أن تستضيء المرأة بنور
الكتاب والسنة ، ولله الحمد أولاً وآخرا
sayedhagazy2009- Admin
- عدد المساهمات : 1361
نقاط : 31104
تاريخ التسجيل : 22/12/2009
العمر : 56
بطاقة الشخصية
كود الفيس بوك: مشاركة
كود ادعم صفحتنا علي الفيس بوك :
مواضيع مماثلة
» الدليل الكامل لأسباب وعلاج .. مرض الثعلبة
» موسوعة الاسرة المسلمة
» خصائص الاسرة المسلمة
» الدليل علي وجود الهالة من( القرأن والسنة )
» دليل الهواتف العربي الكامل
» موسوعة الاسرة المسلمة
» خصائص الاسرة المسلمة
» الدليل علي وجود الهالة من( القرأن والسنة )
» دليل الهواتف العربي الكامل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى